منوعات

الدكتور سعيد كفايتي في حوار خاص لـ «الاتحاد الاشتراكي»: تمثلات السيد المسيح عليه السلام في المتخيل الجمعي المغربي أعد الحوار وقدم له عزيز باكوش 

كيف يحتفل المغاربة برأس السنة الميلادية؟ 
العطور والشوكولاطة على رأس قائمة الهدايا
الاحتفال برأس السنة.. رفيقي: فرصة للفرح.. وبولوز: مخلفات الاستعمار يتجدد الجدل كل عام حول شرعية هذه الاحتفالات 
احتفالات رأس السنة الميلادية أو “الكريسمس ” في المغرب 
الزمزمي: ل”فبراير.كوم”: لا تأكلوا الحلوى يوم رأس السنة لأنها حرام 
جدل الاحتفال “بالكريسميس”..أبو حفص: لا أرى مشكلا في الاحتفال بعيد المسيح.. والكتاني: الاحتفال حرام لحمولته الدينية 
الأسئلة :
كيف يتمثل المغاربة المسيح عليه السلام؟
على الرغم من أن «النصارى» في المتخيل الجمعي المغربي تحمل دلالة قدحية، نجد صدى لها في الكثير من الأمثال والأغاني الشعبية التي تجعل «انصار» رمزا للسلوك البذيء والقسوة والجلف والغلظة (علموك الضسارة وكلام النصارى) و(فالأول كان حب زوين و ف الثاني رجع نصراني)، وهو ما يمكن تفسيره بعلاقة التوتر الناتجة عن غارات الأسبان والبرتغال على الموانئ المغربية، ومقاومة المغاربة لها فيما يُسمى بالجهاد ثم الاستعمار الفرنسي للمغرب.
إلا أن العبقرية المغربية التي لا تخلط بين الأشياء، واسترشادا بصورة عيسى عليه السلام كما جاءت في القرآن الكريم. فإن مكانة النبي عيسى محفوظة ومصانة لا يجرؤ أحد على المساس بها. وليس غريبا أن يكون اسم عيسى من الأسماء المتداولة في المغرب.
كيف ترصد تفاعل طلبة شعبة مقارنة الأديان مع الاحتفال برأس السنة الميلادية؟
صلة طلبة جامعة سيدي محمد بن عبد الله بالأديان تعود إلى سنة 2007 تاريخ تأسيسنا لماستر الدراسات السامية ومقارنة الأديان. ولا تزال هذه الصلة مستمرة حتى الآن. كما أن الكثير من رسائل الدكتوراه، فضلا عن بحوث الماستر، اتخذت من المسيحية موضوعا لها، الأمر الذي جعل من دائرة الاطلاع على المسيحية تتسع، وذلك اعتمادا على معرفة مباشرة بمصادرها الأساسية، وانطلاقا من الرؤية القرآنية التي كانت سببا مباشرا في تأسيس علم الأديان على يد العلماء المسلمين القدامى.
ما تجليات هذا التفاعل؟
إن تفاعل الطلبة مع الاحتفال برأس السنة الميلادية يتسم بنوع من المجاملة واللباقة والدبلوماسية التي قد تكون جسرا لتعميق أواصر التفاهم مع الآخر، والتي لا تتعدى إرسال بطاقات المعايدة الرقمية.
وهذا السلوك لا يأتي من فراغ، وإنما يستمد مشروعيته من الإسلام الذي منح اليهود والنصارى الحرية التامة في ممارسة طقوسهم الدينية، و الذي استطاع لقرون من الزمن أن يُوفر الفضاء المناسب لغرس قيم التعايش السلمي بين الأديان.
هل يقتصر الاحتفال على المعايدات على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي أم تتجاوزه الى ممارسة طقوس خاصة؟
أصبحت المعايدات على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي تعرف في السنوات الأخيرة تزايدا مطردا. إلا أن الاحتفال برأس السنة الميلادية قد يتخذ أشكالا متعددة أهمها الإقبال المنقطع النظير على إعداد أو اقتناء حلوى رأس السنة، وتشترك في هذا الأمر مختلف فئات المجتمع المغربي، ولا تعني بالنسبة للكثيرين أي شكل من أشكال التشبه بالنصارى، وإنما هي مناسبة للترويح البريء عن النفس، واستحضار السنة التي مضت، والاستعداد للسنة الجديدة. ولا يجب أن ننسى أن التقويم الميلادي، سواء رضينا أو أبينا، هو المتبع على نطاق واسع في حياتنا المدنية والاجتماعية، لكن من المؤسف أن الاحتفال برأس السنة الميلادية قد ينحرف أحيانا عن مساره السليم ليتحول إلى خلاعة ومجون وسكر واعتداء وانحراف.
ما تقييمكم لهذه التمظهرات بالمجتمع المغربي؟
ليس لأي أحد الحق أن يُكفر آخر لمجرد أنه احتفل برأس السنة الميلادية سواء بإرسال بطاقات معايدة أو أقبل على شراء حلوى.. وليس لأي أحد الحق كذلك أن يُنكر على الآخر عدم احتفاله بهذا العيد. فهذه حريات شخصية من شأنها، إذا ما حافظنا عليها، أن تُحصن المجتمع المغربي من رياح الفُرقة. لكن من غير المقبول أن يتحول هذا الاحتفال، بصرف النظر عن موقفنا منه، إلى مناسبة يتحلل فيها الفرد من كل القيم الأخلاقية، وما يترتب عن ذلك من اعتداء على الأشخاص والممتلكات، وما يستدعيه من حالة استنفار أمني.

رابط المصدر من هـــــــــــــنـــــــــا

اترك تعليقاً