المزهرية الثقافية

“رونق المغرب” يرصد قيمة ورهان الجوائز الأدبية من خلال مشاركته في المعرض الجهوي السادس للكتاب بطنجة

فاطمة الزهراء المرابط/

 احتضنت حدائق مندوبية وزارة الثقافة بطنجة، يوم الخميس 16 يونيو 2016، فعاليات افتتاح المعرض الجهوي السادس للكتاب، الذي تنظمه مندوبية وزارة الثقافة بتعاون مع “الراصد الوطني للنشر والقراءة” و”منتدى الفكر والثقافة والإبداع” من 16 إلى 22 يونيو 2016، تحت شعار: “بالقراءة نرتقي”، وتميزت هذه الدورة بمشاركة ثلة من دور النشر الوطنية والكتبيين والهيآت الجمعوية التي تعنى بمجالي النشر والقراءة العمومية.

وافتتح “الراصد الوطني للنشر والقراءة” مشاركته مساء يوم الجمعة 17 يونيو 2016، بورشة: “القراءة، الماهية والآلية” لفائدة الشباب، تأطير الأستاذ رشيد شباري، وتمحورت الورشة حول آليات قراءة النص قراءة عالمة/ عارفة، وكيفية تقييم القراءة على مستوى الفهم والمستوى الجمالي والدلالي للنص المقروء، وعرفت الورشة مسابقة حول ثلاث مجاميع قصصية: “ماذا تحكي أيها البحر..؟” لفاطمة الزهراء المرابط، “خلف الباب أمنية” لخديجة موادي، “ضمير مؤنث” لحميد الراتي، والتي سيتم تتويج الفائزين بها يوم الأربعاء 22 يونيو بحضور ثلة من المبدعين.

        ومساهمة منه في مناقشة واقع ورهانات المشهد الأدبي/الثقافي، نظم “رونق المغرب” ندوة: “الجوائز الأدبية بين القيمة والرهان”، يوم السبت 18 يونيو 2016 بفضاء رواق محمد الدريسي، بمشاركة الأساتذة: العربي المصباحي (مندوبية وزارة الثقافة)، الزبير بن بوشتى (فرع اتحاد كتاب المغرب بطنجة)، فاطمة الزهراء المرابط (الراصد الوطني للنشر والقراءة)، طارق سليكي (سليكي أخوين للنشر)، عبد النور مزين(روائي).

    وقد افتتح الأستاذ محمد سدحي (منشط الندوة) فعاليات اللقاء مرحبا بالإطارات المشاركة والحضور، منوها بالجهود التي تقوم بها مندوبية وزارة الثقافة في الترويج للكتاب وتقريبه من المواطن والتحفيز على قراءته، ثم أشار إلى دواعي طرح موضوع الجوائز الأدبية باعتباره موضوعا يثير الكثير من الجدال والتساؤلات حول القيمة المضافة للفائز بها ومدى مصداقيتها، وإن كانت تساهم في ترويج المنتوج الأدبي.

         وتحدث الأستاذ العربي المصباحي في مداخلته عن “جائزة المغرب للكتاب” كجائزة تكمن قيمتها في الاعتراف بالكتاب ومنح الكاتب شحنة للاستمرار، بغض النظر عن قيمتها المادية المتواضعة وهي مبادرة محبذة رغم بعض الانتقادات التي توجه لها  خاصة وأنها تراعي عامل التراكم الذي حققه الكاتب،  وترفع من قيمة العمل الأدبي.

    كما تطرق الأستاذ الزبير بن بوشتى، إلى “جائزة اتحاد كتاب المغرب للمبدعين الشباب” التي تهدف إلى اكتشاف أسماء جديدة وبفضلها تعرف المغاربة على مجموعة من الأسماء الشابة، وأهمية هذه الجائزة في ترويج الكتاب وصناعته، مشيرا إلى ضرورة تجاوز المجاملات والمساعدات وأن تتحول الجائزة إلى المؤسسات المعنية بدل وزارة الثقافة.

        وفي السياق نفسه، استهلت الأستاذة فاطمة الزهراء المرابط مداخلتها بالحديث عن الجوائز الأدبية العالمية والمغربية وما يرافقها من انتقادات من طرف المتتبعين والمهتمين، مشيرة إلى أن المبدع المغمور هو الأولى بهذه الجائزة قصد دعمه على الاستمرار في الإنتاج الإبداعي، قبل أن تتطرق إلى “جائزة رونق الإبداعية” المفتوحة في وجه مختلف المبدعين العرب والمغاربة الذين لا يتوفرون على إصدار ورقي في الجنس الأدبي موضوع الجائزة، مضيفة أن النصوص الفائزة تنشر ضمن سلسلة “بصمات” تشجيعا للفائزين وتعريفا بمنتوجهم الأدبي، واختتمت ورقتها بالخروقات التي تطال بعض الجوائز ما يهدد مصداقيتها ويفرغها من قيمتها الاعتبارية.

         وفي مداخلة باسم مؤسسة سليكي أخوين تحدث الأستاذ طارق سليكي عن القيمة التي تحققها الجائزة لدور النشر وللكاتب الفائز بها، مستشهدا بآراء بعض الكتاب الذين حازوا على جوائز مختلفة، مركزا على تجربة “سليكي أخوين” مع الروائي عبد النور مزين وروايته “رسائل زمن العاصفة” ونفاذ الطبعة الأولى بمجرد الإعلان عن وصولها للقائمة الطويلة لجائزة “البوكر”، كما أشار إلى أن الجائزة ليست معيارا لقيمة الكتاب أو جودته وإنما أحيانا تخضع للعلاقات الاجتماعية ولطبيعة لجنة التحكيم.

          وقد عرفت الندوة مشاركة الروائي عبد النور مزين ـ أحد المرشحين لجائزة البوكر سنة 2016ـ حيث تحدث عن القيمة التي تقدمها الجائزة للكاتب والكتاب، مشيرا إلى تجربته الخاصة مع الجائزة وما رافقها من كثافة إعلامية واحتفاءات وارتفاع نسبة المبيعات والمقروئية، وهي عوامل تشجع الكاتب على المزيد من العطاء الإبداعي.

         وتجدر الإشارة إلى أن “الراصد الوطني للنشر والقراءة” برمج حفلات توقيع إصدارات أدبية طيلة المعرض: “مقدمات في نقد الثقافة الشعبية” للباحث محمد شداد الحراق، “بائع الشمع” للروائي محمد العربي مشطاط،  “رؤية المرئي في اللامرئي” و”كلمات أولى بيني وبينك ظل” للشاعر محمد الجيدي، “وقتاش…؟” للزجال التجاني الدبدوبي.

اترك تعليقاً