منوعات

مركز تنوير يحتفي بالشاعرة الفلسطينية شادية حامد بالعاصمة العلمية للمملكة

في إطار الأنشطة الثقافية التي ينظمها مركز تنوير لتحالف الحضارات والتنمية الثقافية والاجتماعية بالعاصمة العلمية للمملكة، نظم المركز مساء السبت 15 شتنبر2018 ابتداء من الساعة الثالثة اللقاء الأول ضمن محور ” حلقات أعلام الثقافة والفكر في ضيافة فاس “، والذي احتضنه مركب الحرية، واستضاف فيه الشاعرة والكاتبة الفلسطينية شادية حامد.

افتتح اللقاء بآيات بينات من الذكر الحكيم من تلاوة ” الشريف الكليتي”، ليتم بعده إنشاد النشيد الوطني،  وقد أدار اللقاء الدكتور عبد الله الغواسلي المراكشي، الذي رحب بضيفة اللقاء وبالحضور ترحيبا حارا،. وتناولت بعد ذلك الكلمة الدكتورة كريمة نور عيساوي رئيسة مركز تنوير حيث أثنت فيها على مدينة فاس، مؤكدة على أن المركز يحمل مشروعا ثقافيا وعلميا طموحا،وأنه ، بالرغم من أن  تأسيسه لا يتعدى السنة الأولى، وبالرغم من قلة موارده المالية، استطاع إبراز وجوده بسرعة من خلال الأنشطة التي نظمها، والتي أسهم فيها باحثون وأدباء كبار، ومنها على سبيل المثال:

  • تنظيم يوم دراسي بشراكة مع مركز تدريس حول ذوي الاحتياجات الخاصة، الواقع والتطلعات
  • تنظيم الدورة التكوينية الأولى بتعاون مع المؤسسة التقنية والاقتصادية والتجارية بعنوان: مهارات التعامل مع الامتحانات الكتابية والشفوية في مباراة التعليم
  • تنظيم زيارة للمعرض الدولي للكتاب والنشر بالدار البيضاء وتوقيع كتب من إنتاج أعضاء المركز هناك؛
  • تنظيم دورة تكوينية في تعلم مبادئ اللغة اليونانية؛
  • تنظيم لقاء مع ممثلي جمعية الشاب المسلم بألمانيا؛

كما أعلنت في كلمتها بأن المركز يستعد لإطلاق برنامج حلقات أعلام الثقافة والفكر في ضيافة فاس، ويعتزم فتح مقهى أدبي يستضيف الباحثين ورموز الثقافة والفكر والأدب،  

وبعد كلمة الدكتورة كريمة، قدم الدكتور سعيد كفايتي من كلية الآداب والعلوم الإنسانية، سايس، فاس  قراءة في كتاب الكاتبة شادية حامد، والذي مضت سنتان على إصداره بعنوان ” الهجرة في شعرية المغاربة اليهود”، حيث بين فيها أن المكون اليهودي بالمغرب مكون أساسي له تاريخ عريق يعود إلى ما  قبل الفتوحات الإسلامية ،و بعد الاسلام استطاع اليهود في ظل قانون أهل الذمة أن يمارسوا شعائرهم الدينية ويعيشوا حياتهم بحرية، وقد مثل لهذا بنماذج من يهود فاس الذين برزوا في مجال الأدب و الشعر العبريين؛ مما يثبت أن فاس كانت عاصمة ثقافية علمية بامتياز تحتضن الجميع.كما أن اليهود المغاربة بعد الاستعمار صاروا مواطنين في ظل قانون المواطنة، ثم سلط الضوء على الكتاب، فعرض لمحة عن محتواه جاء فيها أن الكاتبة تطرقت إلى تطور الحركة الصهيونية بالمغرب، وما  واجهته من عراقيل؛ لكنها استطاعت تدريجيا تحقيق بعض المكاسب توجت بالهجرة إلى ما يُسمى بدولة “إسرائيل” (فلسطين المحتلة)، و يستمد الكتاب أهميته بالنسبة للباحثين في التاريخ و التراث اليهودي المغربي من كون الكاتبة عادت فيه إلى المصادر العلمية و ركزت فيه على اليهود المغاربة الذين عانوا من أزمة و تمزق بعد الهجرة، مركزة في ذلك على شخصيتين اثنتين، كما وجهت اهتمامها الى الشعر العبري السيفارادي أيضا، وقد نوه الدكتور أحمد شحلان بالكتاب خلال تقديمه له، كما ثمنه الدكتور سعيد كفايتي بدوره أيضا، ونصح الطلبة بالعودة إليه و الاستفادة منه .

بعد هذه القراءة القيمة للكتاب، أدلى الأستاذ الباحث الدكتور عبد العزيز التيلاني  من مديرية الوثائق الملكية بالرباط بمداخلة تطرق فيها الى الرعاية التي حظي بها اليهود المغاربة في ظل ملوك الدولة العلوية الشريفة، ممثلا لذلك بالدور الكبير الذي أداه الملك الراحل محمد الخامس في حماية اليهود المغاربة، خاصة بعد عودته من المنفى حيث عمل على ترسيخ قيم التعايش الحقيقي بين المغاربة جميعا مسلمين و يهودا و غيرهم. ونظرا لهذه الحماية التي حظي بها اليهود في عهده فإنهم بكوه و أقاموا الحداد و التظاهرات في مدينة فاس عند سماعهم خبر وفاته .أما الشاعرة المكرمة شادية حامد فقد عبرت عن شكرها الجزيل و امتنانها لكل الحضور، و خاصة الملك محمد السادس و مركز تنوير، ثم أنشدت أبياتا شعرية عن رحلتها من بلاد السلام ” فلسطين ” إلى بلاد السلام ” المغرب ” بتحية السلام ، كما قالت شعرا عن فلسطين وأبنائها الشجعان، وأثنت على الأسرة العلوية الشريفة والمغرب والعاصمة العلمية فاس، لتتفضل بعد ذلك رئيسة المركز الدكتورة كريمة نور عيساوي بتقديم ذرع تكريمي للشاعرة المحتفى بها؛ بالإضافة إلى كتاب ” 77 شاعرا ” الذي أهدته الشاعرة فاطمة بوهراكة للمكرمة، وبعد الاستماع لقصائد الشاعرة الضيفة ، أعقبته قراءات شعرية عطرة للسادة الشعراء:

  • الشاعر أحمد مفدي
  • الشاعر عبد الكريم الوزاني
  • الشاعرة لويزة بولبرص
  • الشاعر الزجال ادريس بو كاع

اختتم اللقاء بابتهال لسيدة الطرب العربي أم كلثوم أنشدته الشاعرة الضيفة شادية حامد، وشكرت في الأخيرة الدكتور كريمة نور عيساوي رئيسة مركز تنوير الضيفة المحتفى بها، والشعراء الذين تعاقبوا على إلقاء القصائد، والحضور الكريم، وأكدت على أن أعمال هذه اللقاءات سيتم إصدارها في كتاب بمعدل كتاب كل سنتين.

عبد العزيز الطوالي

عن إعلام المركز

اترك تعليقاً