منوعات

إيقاعات التعلم وأنماطه: من الفرقات الفردية إلى تحقيق نفس الأهداف

الصديق الصادقي العماري

Addkorasat1@gmail.com

تتنوع وثيرة التعلم وأشكاله حسب القدرة الاستيعابية للمتعلمين ورغباتهم و ميولاتهم وحاجاتهم ودوافعهم ، إذ يتجه البعض صوب التحليل والتفكير العلمي والمنهجي والبعض الأخر صوب الحس الفني. فكيف ينبغي النظر إلى مثل هذه الاختلافات؟ وكيف يصح التعامل معها بيداغوجيا ؟وكيف يمكن تنويع مداخل التعلم وأساليبه لمنح جميع المتعلمين فرص الولوج إلى وضعيات التعلم التي تناسبهم أكثر؟ وماهي المقاربات البيداغوجية التي يمكن الاستعانة بها للاستجابة لكل صنف من التلاميذ على حدة؟

تعتبر الاختلافات الفردية داخل الفصل الدراسي أمرا واردا ومقبولا٬ نظرا لتنوع ملكات التلاميذ العقلية التي يزخرون بها٬ وطبيعة تربيتهم من داخل الأسرة والمجتمع وكذا مسارهم الدراسي٬ وقدرتهم المتنوعة والمختلفة لاستيعاب وفهم الأشياء و على استثمارها و تأويلها بشكل متنوع ومختلف.

فعلى المدرس أن يأخذ بعين الاعتبار هذه الفوارق أثناء ممارسته التربوية، وأن يتعامل مع كل فئة على حدة بما يراعي خصوصياتهم٬ مما يفرض عليه تنويع أنشطة التعلم التي تهدف إلى تنمية شخصية المتعلم من الجوانب المعرفية والحسية-الحركية والوجدانية٬ من قبيل أنشطة رياضية لتعلم العد والحساب٬ وأنشطة دينية لترسيخ القيم والمبادئ كالقيم الدينية مثل التسامح والحوار والاحترام وقيم المواطنة كحب الوطن٬ وأنشطة فنية كالرسم والموسيقى٬ وأنشطة قرائية وكتابية لتشجيع التحكم اللغوي ٬وأنشطة التربية البدنية والرياضة كالجري واللعب والحركات الرياضية للتشجيع على التعاون والروح الرياضية العالية بعيدا عن العنف والكبت. وتنويع الوسائل والتقنيات باعتماد وسائل تعليمية بسيطة ومتنوعة تتوافق مع ما هو مألوف عند التلاميذ ليسهل فهمها وتوظيفها ٬مع ضرورة تنويع وضعيات التقويم وأشكاله والدعم وأشكاله.

وهناك اختلافات أخرى توجه تعلم التلاميذ٬ كالأخطاء المرتكبة٬ والتي يجب العمل على رصدها وتصنيفها ومعالجتها واستثمارها في وضعيات جديدة٬ لأن بعض التلاميذ أوجلهم يتعلمون عن طريق الخطأ٬ مما يفرض اعتماد بيداغوجيا الخطأ٬ ونوع آخر يتعلم عبر مشاريع كمشروع للتشجيع على القراءة لتجاوز الصعوبات القرائية الحاصلة لديهم٬ بإحداث مكتبة القسم مثلا٬ وهذا يتطلب بيداغوجيا المشروع. ومنهم من يتعلم عن طريق وجوده أمام مشكلة تستفز أفكاره وتدفعه للبحث والتقصي لإيجاد الحل٬ وهذا يتطلب بيداغوجيا حل المشكلات. ومنهم من يتعلم عندما يكون داخل جماعة حيث يحلل ويناقش بكل حرية ويحاول أن يتعاون مع زملائه ويحاورهم بكل احترام والتزام ملتزما بقوانين العمل الجماعي، وهذا النوع يتطلب بيداغوجيا الجماعة أوبيداغوجيا العمل في مجموعات………

اختلاف إيقاعات التعلم وانماطه يدفع المدرس الكفء إلى تنويع مداخل التعلم وأساليبه من أجل تقريب الفوارق بين المتعلمين مما يسهل تحقيق فعل التعليم والتعلم من خلال الممارسة التربوية.

اترك تعليقاً