المزهرية الثقافية

حفل افتتاح ماستر : اللغات والحضارات الشرقية ومقارنة الأديان / فوج ( 2017- 2018 )

       لقد نظم طلبة ماستر ” اللغات والحضارات الشرقية ومقارنة الأديان ” فوج ( 2017 – 2018)  الحفل الافتتاحي للماستر يوم السبت 06 ربيع الأول 1439 هـ، الموافق لـ 25 نونبر 2017، وقد احتضنت كلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس فاس هذا الحفل العلمي الهادف بقاعة المحاضرات رقم  (08) ابتداء من الساعة العاشرة صباحا.

      افتتح  رئيس الجلسة  الدكتور ” محمد بوطاهر” الحفلَ بكلمة ترحيبية في حق الحضور. وأشار إلى أهداف الماستر، والضرورة المجتمعية للبحث العلمي في علم مقارنة الأديان. وبعد أن استمع الحضور لآيات بينات من الذكر الحكيم من تلاوة وتجويد القارئ والطالب الباحث “ياسين الهركال” فسح المجال  للمداخلات.  وأولى هذه المداخلات كلمة الدكتور سعيد كفايتي المشرف على ماستر اللغات والحضارات الشرقية ومقارنة الأديان الذي أثنى على طلبة الماستر الجدد الذين بادروا إلى تنظيم هذا الحفل الافتتاحي، وخاصة منهم من بذلــــوا مجهودات كبيرة في سبيل تنظــيـــمه و إنجاحه، ثم ختم كلمته بدعوة الطلبة إلى ضرورة الاهتمام باللغات باعتبارها الأداة للاطلاع على كل ما ألفة علماء الأديان قديما وحديثا في المشرق والغرب أيضا، كما حثهم على الموضوعية و الجد والصبر، ما داموا قد اختاروا السير في درب هذا العلم الجديد. بعد ذلك كانت مداخلة الدكتورة كريمة نور عيساوي بعنوان وضعية علم مقارنة الأديان في الجامعة المغربية وآفاق البحث فيه. وبعد كلمتها الطيبة في حق الحضور، وتهنئتها لهم  وتحفيزها للطلبة على المضي قدما في سبيل البحث العلمي الجاد في علم مقارنة الأديان، قدمت لمحة موجزة عن نشأة الأديان وأنواعها، ثم انتقلت مباشرة للحديث عن الإرهاصات الأولى لظهور علم مقارنة الأديان على يد العلماء المسلمين والمتأثرين بهم من العلماء المسيحيين واليهود ممن عاشوا في ظل الحضارة العربية الإسلامية، وقد توقفت عند بعض الأعلام من قبيل “ابن حزم الأندلسي” و”يهودا اللاوي” و”السموأل المغربي” و “يوحنا الدمشقي” على سبيل المثال لا الحصر. أما الخطوة الثانية في تاريخ هذا العلم فتعود إلى القرن التاسع عشر، حيث تحرر علم مقارنة الأديان من تبعيته لعلم اللاهوت، فأدخل الباحثون المناهج العلمية الحديثة للبحث فيه، مما سمح لهم بتحقيق تراكم معرفي علمي هائل في هذا العلم.

      أما في العالم العربي، فقد  دخل علم مقارنة الأديان – حسب الباحثة المتخصصة في علم مقارنة الأديان– إلى الجامعات متأخرا، وذلك على يد الأستاذ ” محمد أمين الخولي” سنة 1935 ؛ بكلية أصول الدين التابعة للأزهر بمصر، ثم محمد عبد الله الدراز. لكن حضور العوامل الإديولوجية  بقوة أثر كثيرا في مسار العلم، وحوله  في بعض الأحيان إلى خطاب جاف لتصفية الديانات الأخرى. وهو الأمر الذي يتنافى مع روح الإسلام. وفي المقابل، برز فيما بعد في الجامعات العربية باحثون أفذاذ في علم مقارنة الأديان، فالجزائر كانت سباقة إلى إحداث شعبة علم مقارنة الأديان، وأعقبتها في هذه الخطوة العلمية الهامة دول أخرى، خاصة في السنوات الأخيرة مثل  قطر ولبنان وتونس.

      أما الجامعة المغربية فتأخرت كثيرا في الاهتمام بعلم مقارنة الأديان الذي بدأ  في بداية الأمر محتشما، حيث كانت هناك مادة تاريخ الأديان ضمن المقرر الدراسي  لشعبة الدراسات الإسلامية وشعبة الفلسفة. واتسع الاهتمام بهذا العلم في كلية أصول الدين، ودار الحديث الحسنية بعد خضوعها للإصلاح، كما أن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية قد أدرجت أيضا هذه المادة ضمن ماستر الدراسات الإسلامية باللغة الإنجليزية بجامعة الأخوين بإفران. فالمتتبع لتاريخ هذا العلم بالمغرب يلاحظ وجود تفاوت في إدراجه والاهتمام به من قبل الجامعات المغربية، ومن أهم الأسماء التي برزت في هذا العلم بالمغرب الأساتذة أحمد شحلان ومحمد أمين السماعيلي” و”إدريس اعبيزة” و” سعيد شـــبار” و” عبد العزيز شهــــبار “، ومصطفى بوهندي. وتعززت الجامعة بتأسيس فريق البحث في علم مقارنة الأديان وماستر اللغات والحضارات الشرقية الذي رأى النور سنة 2016. وتمحورت مداخلة الطالب الباحث بدر الحمومي حول المبادئ السبعة للبحث العلمي الفعال حيث تطرق إلى المبادئ السبعة للبحث العلمي الفعال المتعارف عليها في حقل البحث،  متناولا  صلة الباحث بالموضوع، و غزارة القراءة لما كتب حول الموضوع، وتنويع المصادر والمراجع، واستشارة أهل التخصص، والعلم التشاركي، والأمانة العلمية، والتوثيق وتحري الموثوقية، والموضوعية، وإتقان العلم، والتواضع ومعرفة قدر النفس. واعتنت الطالبة في الماستر فاطمة الزهراء مفيد بعرض جوانب من تعايش المسلمين و اليهود – المغرب نموذجا حيث أشارت في مداخلة مقتضبة إلى الوجود التاريخي لليهود بالمغرب؛ وإسهامهم الكبيرة في تحسين الوضعية الاقتصادية للمغرب من خلال تعاطيهم للتجارة، وكذلك انخراطهم في الحياة الاجتماعية والثقافية للمغاربة وتأثرهم بها، علاوة على عيشهم مع المغاربة المسلمين في تسامح متبادل ومسالمة، مما مكنهم من أداء شعائرهم الدينية بكل حرية وطمأنينة، و أهّــلهم للوصول إلى مناصب سامية في المخزن المغربي. أما مداخلة الطالب في الماستر أشرف غريب فكانت تعبيرا عن شكره وشكر طلبة الفوج الثاني للمشرف على الماستر وهيئة التدريس الذين فتحوا أمام الطلبة الباب واسعا لخوض غمار البحث العلمي الجاد في علم مقارنة الأديان، كما عبر أيضا عن أمل الطلبة جميعا في الإسهام والإضافة  العلمية لهذا المجال قصد تعزيز وجوده في الجامعة المغربية؛ ولما لا جعله شعبة مستقلة بكل المؤسسات الجامعية المهتمة بالعلوم الإنسانية. وكانت المداخلة الأخيرة من تقديم الطالب في الماستر خالد التكتاكي عبارة عن عرض لأشرطة تضمنت آثار اليهود بمدينة مكناس، والمواقع الدينية اليهودية بمدينة فاس القديمة: المقبرة اليهودية والمتحف اليهودي وبيعة ابن دندان، الكنيسة المسيحية بفاس. واختتم رئيس الجلسة الدكتور “محمد بوطاهر” بتوجيهات قيمة ونصائح ثمينة للطلبة الباحثين مجددا الشكر للأساتذة والطلبة وكل من ساهم في تنظيم هذا العرس العلمي حفل افتتاح ماستر ” اللغات والحضارات الشرقية ومقارنة الأديان”، الذي كان حافلا بالمداخلات القيمة الغنية توٍّجت بجلسة شاي ملؤها حب المعرفة والتواضع والود .

e

a b c d f g h i j k m

التقرير من إعداد الطالب الباحث : عبد العزيز الطوالي

تصوير الطالبة الباحثة : فــــاطـــمـة الزهراء السليوي

اترك تعليقاً