الفكر الحر

دوامة الحياة / بقلم : سمية أوراغ

 الحياة مجرد حكاية نعيشها كما عاشها أشخاص آخرون من قبلنا وسوف يعيشها أشخاص يأتون بعدنا ،كل شخص ينظر للحياة من زاوية نظرته الخاصة، هناك من يراها جميلة وينطلق من نفسه وما أعطته ،فالحياة زوايا متعددة ومختلفة فكما يمكن أن تجد زاوية يتمركز فيها كل الخير والرخاء يمكن أن تجد زاوية يتمركز فيها كل الظلام والضباب،وهنا سنسقط فيما يسمى بتعدد الطبقات الاجتماعية كما ان هناك سعداء وأغنياء، هناك أشخاص فقراء لكن سعادتهم تفوق بكثير سعادة الأغنياء ،فالسعادة الحقيقية لا تتمثل في المال أو المراكز الاجتماعي، بقدر ما تتمثل في الحياة البسيطة التي تخلق السعادة من لا شيء، فقط من فرحة صغيرة أو حنان أم دفئ عائلة ،قصة حب، غمرة صديق، نزهة إلخ… إذا نظرنا وتأملنا جيدا في هذه الحياة سنجد أنفسنا في دوامة ليس إلا، تائهين لا نعرف من نحن ولا أين نحن وإلى أين سوف نذهب وماهو مصيرنا والعديد العديد من الأسئلة التي يصعب الإجابة عليها، ولكي نتفادى هذا الألم أي ألم السؤال الذي لا ينتهي ،لا يبقى لنا خيار سوى العيش بصمت، وهنا تتكبل كل معاني الحرية، لنصبح بعدها سجيني الحياة، حتى وإن ظننا في بعض الأحيان أننا نتصرف بحرية، فالحقيقة عكس هذا تماما ،نحن فقط نوهم أنفسنا لكي نرتاح من عذاب الضمير والسؤال، ففي الحياة نتعرض لعدة مواقف تؤثر فينا وتتركنا في حيرة من أمرنا، مثلا الحب هل هو حقيقة أم مجرد وهم ليس إلا؟، السعادة ماهي؟ ومن يصنعها ؟ الوفاء ؛الإخلاص الوعد العهد الصداقة الخ… هناك العديد من المواضيع والأسئلة التي باتت عاجزة أمام قلمي واختارت البقاء في مكانها فضلا من طرحها بلا إجابة، في زمن أصبحت فيه المشاعر مزيفة وغير صادقة ، نأسف على زمننا هذا الذي أصبح فيه الإنسان أقسى بكثير من الحجر ، نأسف على الزمن الذي أصبح فيه المال والمركز الاجتماعي الناطق الرسمي بإسم الدولة ، نأسف على الزمن الذي أصبح فيه الأخ ناكر لأخاه ، نأسف على الزمن الذي تفشت فيه كل الصفات الدنيئة وانقرضت الصفات الحميدة، نأسف على زمن عرف بالغدر والخيانة ، نأسف على زمن أصبحت فيه لا تفرق بين الذكر والأنثى ، نأسف على زمن أصبح الدين فيه مجرد سلعة يباع ويشترى، لفائدة تحقيق مصالح شخصية ، نأسف على زمن انتحرت فيه قيم الأخوة والتضامن والسلم والسلام ، واستفاقت فيه كل معاني الخبث والنفاق والظلم والغدر والمصالح ، نأسف على زمن أصبح فيه المال سيد الرجال ، إلى متى سوف نبقى نتأسف على حالنا وحياتنا ومصيرنا وإخواننا الذين يموتون قهرا وخوفا وجوعا يوما بعد يوم ، إلى متى سوف نبقى نردد نفس الكلمات ، إلى متى سوف يبقى قلبنا يتحرك وحده دون تحرك أيادينا ، إلى متى سوف نتغاضى ونغفل أبصارنا عن واقعنا هذا إلى متى؟؟؟؟؟ هل عرفتم إلى متى إلى اليوم الذي سيرث الله الارض وما عليها ، فنحن شعب نخاف ، نخاف الاختلاف ، نخاف السؤال، نخاف التحدي، نخاف المجازفة، نخاف المعارك ، وما دمنا نخاف وما دام الخوف يسكننا فالظلم والظلام لن يهجرنا .

اترك تعليقاً