المزهرية الثقافية

“زرفة” صحراوي تصف أعمالها/ الشيخ اليزيد

 

بالقيمة من خلال مشاركتها التي توجت بها في العديد من المناسبات بجوائز تقديرية تثمينا للمجهودات التي تبذلها في خدمة الثقافة إسهاما منها في ترقية النشاط الثقافي، ومن هذه الأعمال : مسرحية ” أجنا أمقران ” بمعنى السماء الكبيرة … قدمت في مهرجان أم البواقي عيسى الجرموني في بداية التسعينات و هو عمل مسجل بالتلفزة، حظي باهتمام كبير من الصحافة الجزائرية . وأنجزت مونولوج “تارجيت” مع المخرج لبوخ عبد اللطيف رحمه الله، ومؤلف ديوان شعري أمازيغي “تغري” بمعنى الصرخة .

     مزجت “زرفة” بين التنشيط والشعر، غطت مساحات مهمة على أمواج الأثير بإذاعة الأوراس  والقناة الوطنية الثانية، كما شاركت في مهرجانات وأسابيع ثقافية داخل الوطن وخارجه.

         س) من هي زرفة ؟

         ج) أوراسية وكأوراس أصالة وإباء ، ووفاء للخير و الحب و الشهامة، غازلت هذه المعاني في قصائدي الشاوية المعبقة من غير صناعة بأريج القمم والوهدان التي شهدت “ديهيا” تعبر من هنا !!

     إنها تلك المرأة المفكرة، الحائرة، المتأكدة، المتلاطمة أعماقها بصرخة الرفض و الأنفة و الحب ولأنها الشاعرة المناضلة الأمازيغية القادمة من ريف التاريخ العميق، والاستشهاد الأبدي على معبد الحرية.

         س) شاعرتنا سطرت طريقها أو سُطِّر ؟

         ج) تلك المنطقة الغامضة التي سطرت ورسمت ملامح طريقي منذ صباي وسط طقوس قروية كلها أمل في أن تسطع شمس الحرية على أفكاري المكبلة بحنين الوطن …لرائحة الجبل، الجمر والفحم- العرعار و الستور، للملحفة، فسيفساء لكلمات متناسقة وتعبير قوي للانتماء من صور لا منتهية في خيال عند الخوض في ذلك العالم المتمرد عن القيم لينقلب إلى واقع معيش.

      حنان الوطن الذي تحول إلى غصة في حلقي، وظمأ تداوي حرقته كلمات تنساب من لحني بأنغام حزينة، حارة حارقة كما لو كان الشعر في حد ذاته يمثل مشتعلا في قلبي النابض منذ طفولتي البريئة التي سرقت منها حنان الوطن – الأب و الأم…..

         س) أين يمكن السر في هذه التسمية؟

         ج) آه … لا تخبر الآخرين بأنني عاشقة هذا “الكائن اللامعقول” هذا الجبل السري الذي يجمع أفكاري و يقرنها بتطلعاتي لأبحث عن أقصر المسافات المؤدية لتلك المنطقة الغامضة.

“بنت الجبل” هي إبحار في الشعور واسترسالا لمقدمة قد تطول فصولها.

     لو تدري … كم كان هذا الجبل “بوعريف” يضمني إلى نقوش الأحجار، وكل الأوشام المرسومة بحدة واقتدار … إن للجبل عبق آخر … يغنيك عن البحث في الوجوه المترامية … المتلاصقة… مفعمة بالكبرياء و التيه !

لم أكن زميلي “الشيخ يزيد” … غير هذه ال”هي” بنت الجبل – يليس نوذرار….

         س) ماذا تعني لك الأمازيغية ؟

         ج) هي مواصلة مسيرة العمل للنهوض أكثر بالثقافة الأمازيغية من طرف الأجيال الصاعدة، وفرصة باتت مواتية لاستدراك التأخر الذي عرفته الأمازيغية في النهوض بها، وتوفير الإمكانيات، ورسم الاستراتيجية فيما يبقى على الأكاديميين والمجتمع المدني التجسيد الفعلى على الميدان، وكذلك ضرورة تشجيع البحث في التاريخ الأمازيغي .

        س) سجل حافل في مسيرتك الثقافية:

         ج) أنكر الواقع بأبعاده الزمنية والمكانية، وقد خلقت لنفسي واقعا ثقافيا أعيش فيه، فكري الذي أستلهمه من المسرح أي الخشبة، أستمده من شعري الذي أتنفس فيه إحساسي عند توظيف المشاكل الاجتماعية توظيفا متقنا بإيحاء منطقي يترسب في وعي جمهور خشبة المسرح بقوة. كما نلاحظ انعدام الدراسات النقدية، وهو تقدير لواقع الحركة الثقافية، حيث أفرغت من محتواها رغم المجهود الفني المبذول.

        س)النضال و المعاناة أعطيا الثمار؟

         ج) لحسن الحظ وجدت من يفهمني و يشجعني على الكتابة و خوض معركة النضال … بحثت في شخصيتي و أردت لذلك مدخلا غير تقليدي بحس مرهف و أصالة مفرطة في أعمال المرأة العنيدة التي مدحتها بحنين كبير في أشعاري، ومجدت نضالها وبطولاتها عبر العصور لينقلب إلى واقع معيش استنبطت منه قراءاتي الشعرية، وصنعت منه خطوات متثاقلة بصراخي المهذب !

         س) كلمة للقراء  “طاقم المزهرية”

         ج) رغم الصعوبات أؤكد بأن التحدي وحده يصنع الفنان والمبدع … سعادتي حينما أرتمي في أحضان القراء …  شكرا لطاقم المزهرية . تمنياتي لكم بالاستمرارية و النجاح  مع تحيات “بنت الجبل” زرفة صحراوي لكل جمهورها في كل مكان .

 

الشيخ اليزيد

3 Replies to ““زرفة” صحراوي تصف أعمالها/ الشيخ اليزيد

اترك تعليقاً