منوعات

طلبة ماستر ” تحالف الحضارات وحوار الديانات” بفاس ينظمون ندوة بعنوان ” دور الإعلام في تحالف الحضارات ” احتفاء بأستاذهم الدكتور ” يونس لوليدي”

تقرير : عبد العزيز الطوالي

      نظم طلبة ماستر “تحالف الحضارات وحوار الديانات” بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز فاس، وبتعاون مع منتدى الحكمة للتواصل الثقافي والتنمية بفاس، والمديرية الجهوية لوزارة الثقافة بفاس، ندوة وطنية بعنوان ” دور الإعلام في تحالف الحضارات ” احتفاء بالأستاذ الدكتور “يونس لوليدي”، وذلك مساء يوم الجمعة 21 دجنبر 2018، ابتداء من الساعة الثالثة زوالا بدار الثقافة بفاس.

     تضمنت الندوة جلستين، جلسة افتتاحية حوت كلمات المتدخلين في تنظيم النشاط، وجلسة أخرى حوت عدة شهادات في حق الدكتور المحتفى به.

ترأس الدكتور إدريس الذهبي ( عن كلية الآداب ظهر المهراز ورئيس اللجنة المنظمة ورئيس منتدى الحكمة ) الجلسة الافتتاحية، وبعد تلاوة آيات من الذكر الحكيم من لدن الطالبة الباحثة فاطمة الزهراء تمون، شكر السيد الرئيس كل المساهمين في تنظيم الندوة، والهيئات الثقافية الحاضرة وممثلي الإعلام والصحافة، وكذا طلبة المحتفى به وأصدقاءه، كما عمل على تقديم مساره العلمي والمهني، ليُناوِل الكلمة مباشرة للسيد عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز فاس، الدكتور “عبد الإله بنمليح” الذي عبر عن سعادته بالاحتفاء، وعدّدَ خصال المحتفى به، مشيرا إلى الصداقة التي تجمعهما منذ سنة 1970، ومعتبرا مبادرة الطلبة إلى تنظيم الندوة احتفاء بأستاذهم تجسيدا لثقافة الاعتراف بالفضل لذويه، وتعكس الدينامية العلمية للكلية، كما هنأ اللجنة المنظمة على توفقها في اختيار دور الإعلام في خدمة تحالف الحضارات موضوعا للندوة، باعتباره سلطة رابعة تسهم في نشر القيم الإنسانية لتحقيق العمران البشري. لتعقبه كلمة باسم اللجنة المنظمة، وطلبة ماستر ” تحالف الحضارات وحوار الديانات، بين الفكر الغربي والفكر العربي الإسلامي” ألقتها الطالبة الباحثة ” ندى ناجي”، واعتبرت فيها أن المحتفى به شكل ويشكل نبراس أمل لكل من يحلم بالتجديد والحداثة والاعتدال والعقلانية، وأكدت أن الاحتفاء هو التفاتة رمزية بسيطة، في حق المحتفى به نظرا لعطاءاته الكثيرة في مجال الكتابة والنقد والفن، ثم تلتها كلمة المركز الأكاديمي للثقافة والدراسات المغاربية والشرق أوسطية والخليجية بفاس، حيث أكد ممثل المركز فيها على أمانة المحتفى به، وذكر خصاله وأثره، ليتحدث بعده  الطالب الباحث “ماجد قائد مرشد” في كلمة ألقاها نيابة عن طلبة المحتفى به من مختلف الجنسيات، حيث أكد على ضرورة الطوعية والوفاء للمعلم عملا بما جاء في الأثر” من علمني حرفا صرت له عبدا”، وبأن المحتفى به جمع بين خلق الأنبياء، وشم الكرماء، وقيم النبلاء، معتبرا إياه عملة نادرة في الإنسانية، أما الدكتور القطري “خالد الملة” فأشار في كلمة مسجلة تم عرضها، إلى أن المحتفى به قامة علمية، وعلى الجميع أن ينهلوا من معين أخلاقه قبل علمه، كما بين إنسانية الرجل، وحبه للآخرين وتفانيه في خدمتهم، في حين أشارت الباحثة التي تتلمذت على يد المحتفى به بسلك الدكتوراه ” بشرى اقليش” إلى ما يلعبه المحتفى به من دور كبير في ترويج ثقافة الحوار والاختلاف في ظل تنامي كل أشكال التطرف الفكري والديني والاقتصادي، مذكرة بدعوته باستمرار إلى تجاوز حالة التعالي عن طريق الحوار الحضاري، وتلبية نداء الإنسانية، وهو نداء يبثه المحتفى به في نفوس الطلبة دائما، كما عرضت الطالبة الباحثة سعيدة مجعوط – في كلمتها باسم مكتب الأنشطة الطلابية بالكلية- أهم الإنجازات والجوائز التي حصدها الطلبة في مختلف المدن المغربية، وكانت تحت إشراف الدكتور الفاضل ” ادريس الذهبي ” باعتباره رئيسا لمصلحة الأنشطة، والتي ناهزت خمسين جائزة، لتعتبر بعدها الطالبة الباحثة “إلهام لحلو” المحتفى به في كلمة لها باسم منتدى الحكمة للتواصل الثقافي والتنمية بفاس، منارة هادئة سطع نجمها في الثقافة العربية الحديثة، كما عرفت بالمنتدى وأهدافه واهتماماته، لتختتم الجلسة الافتتاحية بتسليم الذرع للمحتفى به من لدن السيد عميد كلية الآداب ظهر المهراز.

      ترأس جلسة التكريم الدكتور المفضل الكنوني، حيث خُصِّصَت لتقديم الشهادات في حق المحتفى به من قبل ثلة من الدكاترة أصدقاء المحتفى به، وجميعهم ينتمون لجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس( كليتا الآداب ظهر المهراز وسايس، وكلية العلوم والتقنيات)، وهم على التوالي:

  • الدكتور محمد مبتسم نائب العميد المكلف بالبحث العلمي والتعاون وألقى الكلمة نيابة عنه الدكتور بوشتى الخزان؛
  • الدكتور أحمد العمراني ( شعبة اللغة الفرنسية وآدابها)
  • الدكتور محمد أوراغ ( شعبة اللغة العربية وآدابها )
  • الدكتور المفضل الكنوني ( شعبة اللغة العربية وآدابها)
  • الدكتور أحمد زكي كنون ( شعبة اللغة العربية وآدابها )
  • الدكتور عبد العزيز اليعقوبي ( شعبة الدراسات الإسلامية )
  • الدكتور محمد حجاوي ( شعبة الفلسفة )
  • الدكتور فهد الكغاط ( شعبة الفزياء )
  • الدكتور عبد القادر محمدي ( شعبة علم الاجتماع )

      وأجمع هؤلاء الدكاترة في شهاداتهم التي أدلوا بها في حق المحتفى به على أخلاقه الرفيعة وعطاءاته العلمية والمهنية الثرة، وهذا ما نلخصه في ما يلي:

  • رجل ناجح في كل مهامه وعلاقاته ومسؤولياته؛ يحب طلبته ويخدمهم إلى درجة التفاني والتناهي؛
  • ذو معدن ظريف وشريف، يتميز بفكر تنويري وصدق القول والأناقة في كل معانيها؛
  • الإشادة بجهده في ترسيخ ثقافة الاعتراف لذوي الفضل على الكلية والوطن؛
  • سعيه لتعميم المعرفة، وصقل مهارات الباحثين، وتنويع آليات تتبع أعمالهم البحثية؛
  • استشرافه المستقبل، فبحكم هاجس التجديد الذي يشغل الرجل، عمل على إدخال تكوينات متنوعة ( الدراماتولوجيا ) في المسرح، ومواصلة العمل الذي بدأه في المجال الدكتوران محمد الكغاط وحسن المنيعي؛
  • فتحه المسرح المغربي على الكونية؛
  • له جرأة كبيرة على طرح الأفكار، دون فرضها على غير القابل لها، وقبول التفكير النقدي الحر، كما أنه مسكون بالقلق الفكري والعلمي، دائم لبحث والسؤال؛
  • سماحته، وتواضعه، واجتهاده في الانفتاح على الثقافات واللغات الأخرى ، ودعوته للخروج من التقليد والنسخ، والتخلي عن النظرة الضيقة الأحادية الأبعاد؛
  • موسوعيته، حيث اشتغل في المسرح والنقد والأسطورة والتراث العربي الإسلامي بكل فروعه العلمية.

      بعد إدلاء الدكاترة بشهاداتهم، أخلوا المنصة، وقدم المحتفى به كلمة له اعترف فيها بأفضال أشخاص عليه، وهم زوجته التي حضرت الاحتفاء، و حسن المنيعي ، ومحمد الكغاط، وشارل فيال، ومحمد السرغيني، كما ذكَر أهداف المشروع الثقافي الذي انخرط فيه محددا إياها في هدفين :

  • نشر الثقافة المسرحية، وتغيير نظرة المجتمع للمسرح؛
  • إعادة قراءة التراث لإسلامي وفق مناهج وأدوات جديدة، ومراجعة أفكار الأموات؛

      كما أشار المحتفى به إلى ما تعرض له من نقد جارح بلغ درج التكفير من رئيس كلية الشريعة بجامعة أم القرى بالسعودية، واتهامه بالقرآنية بسبب كتابه الأسطورة بين الثقافة الغربية والثقافة العربية الإسلامية، وهو الكتاب الذي دخل بسببه المحتفى به في مشاكسات كثيرة مع منتقديه داخل المغرب وخارجه بالعالم العربي من جهة، وتقرر تدريسه بقسم الحضارة بجامعة القيروان، كما تُرجم وتقرر تدريسه أيضا بستكهولم في السويد من جهة أخرى. وبعد فراغ المحتفى به من كلمته، استمع الحضور إلى شريط فيديو قدم فيه طلبة الماستر شهادات مقتضبة في حق أستاذهم، وأعقبه كولاج مسرحي معبر عن العيش المشترك والتعدد والانفتاح قدمه طلبة من جامعة سيدي محمد بن عبد الله.

      وتجدر الإشارة إلى أن الحضور كان مكثفا، حيث امتلأت القاعة المحتضنة للندوة بطلبة المحتفى به ومحبيه بشكل كامل، إلى درجة هناك من ظل واقفا من الحاضرين، وجدير بالذكر أيضا أن الإذاعة الجهوية بفاس حضرت لتغطية الحفل البهيج، وأدلى لها الدكتور “ادريس الذهبي” بتصريح قبل انطلاق النشاط، بالإضافة إلى تغطية منابر صحفية إلكترونية أخرى.

       اختتمت الندوة فقراتها بتسليم الهدايا للمحتفى به من لدن الأساتذة أصدقاء المحتفى به، وطلبته القدماء والجدد، ليتوج النشاط بحفل شاي على شرف الحضور.

اترك تعليقاً