الرئيسية شعر

على الصمت يحيا الليل/ عبد العزيز الطوالي

أحرق كل لحظاتي المحبلة بالحقائق المسودهْ

كل أيامي المكسوفة البداية

ربما كل العمر

سوف أقضيه في رحلتي بين الليل والليلِ

أبحث عن شمسٍ

ترسل إلي خيوطها

تعيد لأشيائي ما جرده الليلُ

في الأزمنة الحالكة البعيدهْ

…………………..

…………………..

يستولي الأسى على حنجرتي المتسددهْ

تهتز له أطراف .. أشلاء الذات

أقهقه له في صمت من شدة الرعب

أغرق في بحيرة الغضب :

حينما أرى تضاريس العمر – براري المستقبل

يغمرها الليل

يبني أمامي أسوارا شاهقة مخيفة

هذا الظلام المعصور في الأكواب المسودهْ

يولِّد بداخلي الرهب

رهب الأشياء العاديه

ربما أصبحت شيئا عدميا

ربما أضعف الأشياء

أوجد من أجل الأشياء

أو لا أوجد بين الأشياء

لأني لم أكن ولن أكون شيئا كالأشياء

قبل / بعد حدوث الأشياء

شيء يحترق بداخلي

عندما يستعصي عليّ النطق بعبارات سليمة

أبحث عن الحقيقة وبعدما أشك أمزق الحقيقة

( ……………………………

………………………………..)

إني الآن أركب البحر بشراع مزقتها الأمواج الماضيهْ !

بشراعي اليتيمة التي تنتظر مجابهة الأمواج الآتية العاتيهْ !

سأحاول الرحيل .. سأقطع المستحيل

لا أدري .. في أية وجهة أمضي وحدي في هذا الليل

تحت سماواتي القاحلة الراحلهْ

وأي شاطئ ستقذفني إليه الريح الصرصر الدانيهْ

وأي عالم سيوقعني فيه هذا التيار المفتول المقتولْ

وأي قدر يحمل هذا القدر المجهولْ

يا ويح نفسي

هذا الشعر غامض مثلي

معلول مثلي

……………

……………

متلف القافيه !

*************

إني الآن أشكو همي للأجيال السابقهْ

أعيش فراغاتي المملوءة بفترات الصمت الساحقهْ

لا أدري ..

أ أطفئ ظمئي

أم سأعيش في الصحراء

رهين الأسراب الفائقهْ

حتى يحكم الليل في آخر الليل

وأموت أنا النحن

بين الليل والليل

على يد الليل

في بداية الليل

الذي لا يمتد قبله / بعده

إلا الليل

إلا الويلُ !

اترك تعليقاً