منوعات

إعادة الانتخابات اعتداء آخر على فلوس الشعب 2 / 1 – حسن بوعجب

بعد  الإعلان الأخير للسيد بنكيران عن وصول مشاوراته مع السيد أخنوش للنفق المسدود ، يلوح في الأفق و بقوة احتمال إعادة الانتخابات ، و هو خيار لن يفرز قطعا خريطة سياسية جديدة تسمح بتشكيل حكومة أفضل من التي يمكن تشكيلها الآن  ، ببساطة  نقول لكل هؤلاء و أولئك اتفقوا على أية صيغة لتشكيل الحكومة ، المهم أن  يتم تشكيلها لنتفرغ لحديث آخر .

   سواء كان بنكيران رئيسا أو كان غيره رئيسا ، وسواء شارك حزب الاستقلال أو لم يشارك ، و سواء شارك حزب الإتحاد الدستوري أو لم يشارك ، فالمغاربة سيكونون بلا شك أمام نفس الوضع اقتصاديا و اجتماعيا ، لأن سياسات البلد تخضع لإكراهات الالتزامات المالية مع البنك الدولي و غيره من المؤسسات التي تحكم قبضتها على جل القطاعات الحيوية بالبلاد .

     الملك انتخبه الشعب ضمنيا رئيسا للدولة بواسطة الدستور، لذلك فحتى نوفر علينا مالنا العام و نوفر على أعصابنا عناء الحديث، من الأفضل أيضا  أن يتم تشكيل حكومة كفاءات وطنية بعيدة عن التطاحنات الإديولوجية والسياسية التي لا نحتمل أن نتفرج عليها خلال ولاية حكومية أخرى . نعم نريد حكومة الرجل المناسب في المكان المناسب ، حكومة علم و خبرة ، وليس حكومة ترضيات وخطابات … ، و ليكن حتى خيار إعلان سلسلة مباريات لانتقاء أفضل الكفاءات كوزراء بدل استنزاف الوطن بسلسلة مشاورات غامضة يكثر فيها من القيل و القال ما لا يشرف إطلاقا صورة البلد في الخارج ، ثم لا تأتي في الأخير إلا بوزراء لا علاقة علمية لهم بالقطاعات التي يدبرونها ، ناهيك عن تدني المستوى العلمي و الأخلاقي للبعض منهم ، مما يحول للأسف الحكومة و البرلمان إلى مسرح كبير للضحك و السخرية،  بل إلى حلبة مفتوحة يرتفع فيها صوت العراك والتناطح بدل ارتفاع صوت الحكمة و العلم في مقارعة المسألة التنموية للبلاد  .

    الخلاصة أية إعادة للانتخابات لن تكون إلا اعتداءا على أموال المغاربة مرة أخرى ، ولن تكون إلا لعبا على أعصاب المواطن الذي سئم عملية التصويت كل خمس سنوات  و ما بالنا أن نطالبه بالتصويت مرة أخرى بعد أشهر فقط من الانتخابات الأخيرة …

اترك تعليقاً