الرئيسية شعر

أمسية شعرية افتراضية  بعنوان : لحظة شعر بلسم في زمن الحجر / محمد الرحالي  

     نظمت الشبكة الوطنية للقراءة و الثقافة بشراكة مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة فاس مكناس أمسية شعرية في ضوء الممارسة الثقافية الراقية التي دأبت على تنظيمها يوم السبت 28 يوينو 2020 على الساعة السادسة وسمت ب ” لحظة شعر بلسم في زمن الحجر “، قدمت خلالها مجموعة من القراءات الشعرية الباذخة التي أغنت الأمسية في خضم الأمسية التي أثث فضاءها ثلة من الشعراء والشاعرات من المغرب وخارجه من أقطاب مختلفة ، وفي ضوء ذلك رحب الشاعر زكرياء الزاير الذي أبدع وكان له الألق في تسيير الأمسية الشعرية مع إشراف تقني دقيق ومحترف للأستاذ إدريس حلفاوي الذي أبدع وتفنن في ذلك .

استهلت الأمسية الشاعرة فاطمة  الميموني، وهي شاعرة مغربية من تطوين مديرة مجلة قوافل ثقافية ومنتدى روافد حيث شدتنا معها في قراءاتها الماتعة التي خففت وطأة الحجر الصحي وسمت قصائدها بعنوان “أشجار” و”انتهى الكلام”، وفي ذلك أبدعت بالحرف لترسم معالم تجربة إنسانية فريدة من نوعها . بعد ذلك قدم الشاعر السوري زكرياء رامي قراءاته الشعرية الرقيقة التي سافرنا معها واغتربنا في قراءاتها اغتراب حب وحب وطن  وأمتعنا بشعره راسما معالم القصيدة بدمه قبل أن يرسمه بحرفه واسما إياها بقراءة مطربة تتغنى بالوطن والحب والحنين ، ومن القراءات الجميلة أيضا قراءة الشاعرة فاطمة بنضالي  من مراكش وسمت ب “أنت فيض” فكانت حقا فيضا جميلا من الشعر البهي وفيض روح شاعرة ثائرة أمتعت بشعرها وحرفها.

أما الشاعر طلال الجنيبي  من الإمارات قدم قراءته الشعرية الممتعة التي وسمها ب “مخاض عسير و” وقصيدة عنونت ب “ظمئت” ليسقي ظمأ الحاضرين بحرفه الجميل راسما معالم التجربة الشعرية الفريدة الخاصة به ، ما أجج في دواخلنا الكثير من العواطف ، هي أمسية جاءت لتداوي جرح الحجر فتكون بلسما ، ما أتمته الشاعرة المغربية المقيمة بالديار الإيطالية عارضة قراءة ثلاثة مقاطع رائعة واسمة الثانية منهما بعنوان:” في حياة أخرى” و “كل حرف سيف” . قراءات مائزة نقلتنا لأعماق حياة أخرى أرادتها الشبكة والشعراء بلسما ، أما الشاعر اليمني عماد البريهي فألقي قصائد غاية في الجمال، تجربة فريدة لهذا الشاعر الرقيق والجميل ، قراءات جميلة وسمها ب: القصيدة الأولى “بين أصابع الماء ” وقصيدة ” العشب ” وقصيدة سيرة الماء”.

هو سفر شعري فاض من الروح الشاعرة لكل الأمكنة وحلق الحرف البهي يطارد كوفيد والحجر ، بل يطارد ظل الموت ليبعث الحياة فينا بلسما في زمن الحجر ، حرف جميل مصوب بتقنية عالية الدقة ولغة رقيقة نفاذة للعمق وللنفس زمن الإلقاء والإنصات فكان الحضور جميلا بهيا من كل ربوع المعمور .

سفر يعيد للإنسان الروح ، يشفي منها الجروح ، هي القصيدة عنوان  تعيدنا إلى الحياة من بابها الكبير صامدون رغم كل الظروف وستمتعنا بهذه القراءات التي تبوح ، تتغنى بكل ما يخالج الروح ، فكل القصائد المتلوة  نلامس الوجود الإنساني  وفخر الانتماء للشعر والكلمة الموزونة الرنانة ، وثقافة الشموخ فجاءت قراءة من الروح في منصة الطبيعة والكلمة العذبة ، ورحلة شعرية للبحث عن الذات في الزمان والمكان ، ووقوفا للحب زمن لجائحة واختلاسا للمحبة والدفء زمن الخوف لينتصر الشعر والشاعر والمنظمون والانعتاق من هيمنة الحقيقة الواقعية ليغرد سرب هذه الأمسية في سماء الضاد وشعرها ، ويختتم اللقاء بكلمة رئيسته الدكتورة فتيحة عبد الله و الدكتور سعيد ساسيوي والأستاذة الزهراوي فيما نابت عني الأستاذة فريدة في إلقاء التقرير ، وبهذا ضربنا موعدا آخر مع الزجل وربما جلسات علمية ستكون ستمرارا للعطاء الموسوم في كل من ساهم في إنجاح الأمسية.

 

اترك تعليقاً