أصبحت الثقافة تجارة بدل أن تكون معرفة، بل شُوِّه معناها في زمننا بعدما كانت ترمز إلى الرُّقي الفكري و الأدبي و الاجتماعي وكل سلوك سوي. لكن معناها تغير وانحدر لما أصبحنا نراه في بعض الملتقيات و المهرجانات، مما أصبح معه اسم المفكر أو المثقف مشبوها ورمزا للفساد بعد أن كان رمزا للرقي الفكري والسمو الأخلاقي مما حدا بجمهور المتبعين للشأن الثقافي إلى النّفور من كل المهرجانات واللقاءات الثقافية والفكرية، خصوصا في الأمسيات الشعرية، ويمكن إرجاع هذا النفور إلى السمعة غير الطيبة التي زرعها بعض أشباه الشعراء من تحرشات وتصرفات غير لائقة بالمكان أو المقام، وكذا ما يقوم به بعض الانتهازيين و الطفيليين على الثقافة من استغلال للجمعيات الثقافية ولأموال الشعب لخدمة مصالحهم الشخصية لا خدمة للثقافة و الرقي الاجتماعي و لإيصال الرسالة الملقاة على عاتقهم.
إن المثقف والمفكر والأديب قبل أن تتوفر فيه شروط الإبداع يجب أن يتسم بمكارم الأخلاق من مروءة وشهامة وحياء، لأنّه القدوة التي يقتدي بها عامة الناس . من هنا نطرح تساؤلا يفرض نفسه بإلحاح: كيف لهؤلاء أن يكونوا قدوة وهم يفتقدون أبسط سمات القدوة ؟
الشيخ اليزيد