منوعات

عاصفة الجنون / بقلم : خديجة العلام

في الطريق الممتد فينا … كنا نمشي

تصاحبنا الغصة

زادنا الوجع …

لم نقف أمام المحطة ولم نسأل

فالقطار مسافر إلى الضفة الأخرى

ولم نشته النور

فالظلال ترافقنا في الوحشة

نخفي فيها أحلامنا الممزقة

كان الجد يحكي عن الخيمة القديمة وعن النخلة وعن البلح

وعن الشاة والناقة

وعن …. وعن….

وعن الفتى الذي راح يفتش عن سنبلة فخانه البحر …

فلا سنبلة هناك ولا سمكة فقط وحده الملح يشتهي السفن

والأشلاء تطفو….

وظل الجد يحكي عن الساقية التي جف ماؤها

 والعصافير عطشى والأطفال عافوا الدرس

مازال الطريق طويلا قال الجد فجأة، وهو يمسك بلجام الزمان

وينفض الغبار عن عيوننا ، الليل مخبأ الحيارى …

نمنا على المهد ، رسمنا أحلامنا بلون النسيان … ومازال الجد يحكي

عن أرض عشقتها أسراب النسور تتسابق وقت الشروق

ووقت الغروب … تعلن فوضاها في كل الدروب

وتزرع في كل الحقول ألغامها تدوسها الأقدام تسقط على الأشجار

وعلى الزهور وعلى القبور

وكلما اشتد البوح في صدر الجد زاد الجرح نزيفا

وزادت الريح شوقا لتلك المدن البعيدة

ثمة جنون يعصف بالكون

 قالها الجد وصمت عن الكلام

خديجة العلام/ سلا/ المغرب

 

اترك تعليقاً